الشيخ الخزعلي: الحنين إلى الدرس الحوزوي مستمر وإيماني بولاية الفقيه يحتم عليّ التصدي للمسائل العامة
03 مارس 2025
44
أكد الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق، سماحة الشيخ قيس الخزعلي، اليوم الأحد، أن ذهابه إلى الحوزة العلمية في النجف الأشرف تحت رعاية السيد الشهيد محمد الصدر (رضوان الله تعالى عليه) كان من أهم المحطات في حياته، مشيرا إلى أن توصيات السيد الشهيد محمد الصدر بشأن ضرورة الاستمرار في الدرس الحوزوي ظلت حاضرة في ذهنه باستمرار.
وقال الشيخ الخزعلي خلال لقاء متلفز، أنه منذ عام 2003 لم تسمح الظروف بعودته إلى الدراسة الحوزوية، رغم محاولاته المتكررة، حيث تمكن بعد انتهاء داعش من حضور درس حوزوي لفترة محدودة عند سماحة المرجع الديني الشيخ محمد إسحاق الفياض، لكن الأوضاع الاستثنائية في العراق حالت دون استمراره.
و أكد سماحته أنه يسعى للبقاء على تواصل مع الدروس الحوزوية من خلال الاستماع إلى الأقراص والتسجيلات، وحضور بعض الدروس التي تُبث مباشرة عبر الإنترنت، مضيفًا: “يبقى ذلك الحنين الأصلي إلى الدرس الحوزوي”.
وتطرق سماحته إلى مدرسة السيدين الشهيدين محمد باقر الصدر ومحمد الصدر (رضوان الله عليهما)، مبينًا أنهما كانا من أبرز أعلام النجف الأشرف ومن المؤمنين بمبدأ الولاية العامة، الذي يرى أن دور المرجع الديني لا يقتصر على الأحكام العبادية بل يمتد ليشمل الشأن السياسي والاجتماعي.
واوضح سماحته أن هذه المدرسة الفقهية ترى أن على العالم الديني التصدي للمسائل المختلفة إذا توفرت له الإمكانية، مشيرًا إلى أن السيدين الصدرين تصديا لمجالات جهادية، سياسية، اجتماعية وثقافية عديدة، وأن المرحلة السياسية الحالية تعود في جذورها إلى فكرهما.
وفيما يتعلق بمسألة ولاية الفقيه، أوضح الشيخ الخزعلي أنه يؤمن بها، معتبرًا أن من يعتقد بها يرى ضرورة التصدي لكل القضايا التي يمكن أن يكون له فيها دور.
وأضاف ، أن المرجع الديني الأعلى في العراق، سماحة السيد علي السيستاني، يتصدى للمسائل العامة وليس فقط للأحكام الخاصة، مشيرًا إلى أن فتاواه المتعلقة بكتابة الدستور والجهاد الكفائي خير دليل على ذلك.
أما عن مرجعية سماحة السيد علي الخامنئي في الجمهورية الإسلامية، فقد أكد الشيخ الخزعلي أنها أيضًا تؤمن بولاية الفقيه، وأن مواقفها في القضايا الكبرى، مثل دعم غزة والشعب الفلسطيني، تتلاقى مع مواقف القوى المؤمنة بهذا النهج.
وشدد سماحته، على أن مسألة المرجعية ليست مسألة سياسية أو حزبية، بل قضية شيعية بحتة، لافتًا إلى أن هناك من يسعى لتصويرها من منظور ضيق، رغم أن تاريخ المرجعية يظهر بوضوح أنها كانت عابرة للحدود، مستشهدًا بالسيد محسن الحكيم الذي كان مرجعًا للشيعة في مختلف أنحاء العالم، لافتا في الوقت ذاته، أن عدد مقلدي السيد السيستاني في إيران قد يكون مساويًا أو أكثر من عدد مقلدي السيد الخامنئي، مؤكدًا بالقول: “أنا في هذه المسألة شيعي مئة بالمئة”.