
السيد الطباطبائي : النصر الشيعي العظيم تحقّق على الكيان الغاصب بفضل أنصار الولاية وقيادة السيد الخامنئي
يونيو 25, 2025
العصائب والمعرفة الأنفسية (الحلقة الأولى)
الشيعة اهل الحق والعصائب جنودهم …المعادلة والمعيار
بقلم/ عدنان الحساني
.
.
.
الحق هو ميزان الوجود والايات هي تلك العلامات التي تكشف اللثام عن جوهر الحقيقة فاذا كان الطريق هو الإسلام والعلامات هم الائمة عليهم السلام…اذن فثمة مقتضى لفهم قوله تعالى في اياته التدوينية ((سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق)).
الحق بكل معانيه ومستوياته مترابط بين اجزاءه فالمنطق الذي يتبنى قياسات الاستنباط والاستنتاج يتوخى الوقوع على النتيجة الصادقة والمطابقة للواقع خصوصا اذا افضت الى اليقين بمعناه الأخص…والعقيدة الحقة مترابطة مع السلوك الحق ومع السياسة الحقة فالعقيدة لانها حق لاتقبل الاخلاق الفاسدة والباطلة وكذلك لا تستسيغ السياسة الفاسدة حتى وان تقبلت ظواهر الاعتقاد الا ان هذا التقبل ينسجم مع خارطة الطريق الاضطراري وليست هي صيرورة القضية في حد احكامها الثبوتية ..
عموما العقيدة الفاسدة تأبى ان تؤسس اخلاقا صالحة والعقيدة السليمة لايمكنها ان تسوغ للاخلاق الفاسدة لان الانسان السوي هو ذلك الذي تساوت في اعماقه موازين النفس والافاق وتحطمت اصنام الغرائز عند ايات تلك الموازين فمهما كانت الدواعي الى الباطل قوية وشديدة ومهما هرب الانسان من نفسه وعن معرفة نفسه التي هي السبيل الى معرفة ربه فلا يمكنه ابدا ان يتغاضى عن معرفة الحق عن طريقه الاخر… الافاق….فالآفاق هي المسار الفوقي للموازين والادلة كما ان النفس هي المسار التحتي للاشراقات المعرفية.. فمن خاب من غنيمة الاشراق لا تفوته ضوابط المعرفة العقلية حيث معاقل الوجدان اللاشعوري..
في الغرب الكافر تجرد الانسان عن نفسه بل انه لا يعترف حتى بنفسه لكنه لم يستطع ان يتجرد عن الواقع الآفاقي خصوصا وان تقدمهم العلمي التكنلوجي سهل لهم معرفة الكثير من الآيات الافاقية لكن انى لهم الاعتبار وقد هربوا من انفسهم لان النفس السوية وحدها هي التي تتعظ وتعتبر اما النفس المظلمة التي اظلمتها الذنوب وسلوك طريق الباطل لا تستطيع ان تستخلص العبر فتبقى لديها صورة طريق الافاق ضبابية..
اذن فهم ينظرون الى الافاق نظرة المستكشف المغرور لا نظرة المستعبر المبهور الذي تبهره قدرة الخالق الجبار لذلك فان الكفار لن يوفقوا الى معرفة الحق واتباعه الا بعد ان تطحنهم الاستكشافات العلمية وتسحقهم حروب الانانية الاستعلائية ..حينها يعود اليهم المسيح من ملكوت الافاق مئتما خلف مهدي النفوس فتجتمع الآيات اية النفس..ابن الانسان مهدي البشر..واية الافاق المرفوع الى السماء..
العصائب جنود الشيعة اتباع النفوس الطاهرة المطهرة ..يدافعون عن حقهم ويعشقون الشهادة لانه الطريق الأمثل لمعرفة النفس….فالذي يطلب الشهادة يقدس النفوس وإمام النفوس ويستلهم من النفس دروس الآيات والعلامات ومن بعيد ينظرون الى النجوم حيث افاق السماء ومواقع النفوس العالية أئمة اهل البيت عليهم السلام ويقسمون بهم انهم على العهد باقون وانه لقسم لو تعلمون عظيم كما قال رب العالمين (فلا أقسم بمواقع النجوم).