
البجاري: تأخير رواتب الحشد الشعبي خرقٌ لحقوق المقاتلين ونُحمّل “كي كارد” المسؤولية الكاملة
يونيو 28, 2025
عدنان الحساني
توقعت في مقال سابق ان هناك ثمة قواعد جديدة للعب تحاول الادارة الامريكية ارسائها عبر العراق لكنها باتت اليوم اكثر عجلة في امرها وذلك لعدة اعتبارات اوجدتها جملة من الاحداث المتسارعة في الشرق الاوسط ومن اهم هذه الاعتبارات:
1- المعادلة الاستراتيجية الجديدة التي ركزت معالمها المقاومة الاسلامية المتمثلة بحزب الله في لبنان خصوصا مع فك الارتباط مع قواعد الاشتباك التي اعلن عنها السيد حسن نصر الله..
2- الوتيرة المتسارعة للحركة الحوثية حيث باتت اقرب الى اعلان الدولة الشيعية الثانية على طريقة الجمهورية الاسلامية وعلى قاعدة الولي الفقيه الامر الذي يهدد العمق الاستراتيجي للنفوذ الامريكي في الخليج وخصوصا السعودية..
3- التغيير الدراماتيكي المفاجئ الذي احدثته وفاة ملك السعودية (عبدالله) وماخلفته من ابعاد مؤثرة في ادارة ملفات المنطقة..
4- التصريحات المدوية للمسؤولين العسكريين الايرانيين والتي تعكس رغبة حقيقية بعيدة عن اجواء الحرب النفسية في طريق مواجهة العدو الاسرائيلي..
5- التلاحم البطولي لقوات الحشد الشعبي في مناطق ديالى وصلاح الدين ..
ان الذي يتابع خطوط النار المشتعلة في جبهات الارهاب المختلفة والتي جاءت كردود فعل على العملية البطولية في منطقة شبعا.. يدرك جيدا حقيقة ارتباط هذه القوى الظلامية بالكيان الصهيوني فبعد يوم واحد فقط على العملية اشتعلت الجبهات الداعشية في اكثر من بلد وجبهة…. ففي العراق على امتداد كركوك والانبار وفي باكستان تفجيرات تستهدف مساجد الشيعة …في سيناء المنطقة المحاذية للكيان التعرض للجيش المصري ومقتلة كبيرة في افراده… في ليبيا كذلك ..وفي سوريا النار تشتعل في اكثر من جبهة… نعم انها اسرائيل تنتقم على طريقتها..
وليس غريبا ان تقوم الطائرات الامريكية بإلقاء السلاح والمعونات الى داعش في ديالى وفي غيرها وذلك من اجل ادامة مقاومة التنظيم الارهابي ليتسنى لأمريكا القول بان داعش لايمكن هزيمتها عن طريق الجو وانه لابد من وجود قوات برية على الارض خصوصا مع تزايد هجمات التنظيم في اكثر من بلد.. وكلما لاح نصر مبين على داعش في سوريا او في العراق تحاول الطائرات الامريكية وبوتيرة متكررة انعاش الموقف واعادة ترتيب التكتيكات الميدانية للتنظيم من خلال القاء السلاح والمساعدات وهذه المرة بشكل صريح وبلا حاجة الى الاعتذار على ان الامر وقع عن طريق الخطأ..وهاهي امريكا تقترب كثيرا عن اعلان مرحلة جديدة من العدوان والاحتلال حيث جاء على لسان اكثر من مسؤول امريكي بضرورة التحرك السريع لاعادة القوات الامريكية الى العراق ولو بشكل تدريجي فلقد جاء في بعض وكالات الانباء لهذا اليوم 31/1/2015 الخبر التالي:- وكالات – ((قال تشاك هاجل وزير الدفاع الأمريكي في مقابلة الجمعة إن الولايات المتحدة قد تحتاج في نهاية الأمر إلى إرسال قوات برية غير مقاتلة إلى العراق للمساعدة في صد قوات تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال هاجل الذي أعلن استقالته تحت ضغوط في نوفمبر تشرين الثاني لمحطة(سي.إن.إن) إنه يجب دراسة كل الخيارات في العراق بما في ذلك إرسال قوات للقيام بمهام غير قتالية مثل جمع معلومات المخابرات وتحديد أهداف تنظيم الدولة الإسلامية.
وكررت تصريحات هاجل شهادة أدلى بها الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان المشتركة أمام الكونجرس الخريف الماضي عندما قال إن القوات الأمريكية قد تضطر للقيام بدور أكبر على الأرض في العراق)).
اذن نحن امام مرحلة عدوانية جديدة تبدا من العراق وليس مستبعدا ان تكون سوريا هي المرحلة التالية حيث يستكمل المشروع الامريكي القاضي بمحاصرة محور المقاومة وتفكيك اوصاله الجغرافية…كما اعتقد ان ليبيا واليمن ستكونان في مرمى المشروع على المدى المتوسط .. ولكن لايبدو ان الأمر سيكون بهذه السهولة فالمحور المقاوم كما يبدو يدرك جيدا مديات اللعبة وطريقة المناورة فيها خصوصا وان الملفات الاستراتيجية مفتوحة على كل الاحتمالات…. الملف النووي…مضيق هرمز…وانضم اليه مضيق باب المندب.. المنطقة الشرقية.. القضية البحرينية…غزة والضفة الغربية.. صفقات السلاح الروسي…وغيرها من الملفات السرية والعلنية .. {وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطًا} ..