الشيخ الخزعلي: الهوية الثقافية للعراق ثابتة وراسخة رغم محاولات الطمس والتشويه
16 فبراير 2025
53
أكد الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق، سماحة الشيخ قيس الخزعلي، أن العراق كان ولا يزال محط أطماع القوى الخارجية التي سعت إلى تقسيمه وطمس هويته الثقافية ، لافتا أن العراق تعرض على مر التاريخ لاحتلالات متكررة منذ فجر البشرية، إلا أن هويته بقيت ثابتة رغم كل التحديات.
وقال الشيخ الخزعلي في كلمته خلال حضوره المؤتمر الثاني لطلبة الصادقون الذي اقيم في كربلاء المقدسة، أن المشاريع التي استهدفت العراق حاولت أن تفرغه من هويته الثقافية الجامعة، ما أدى إلى خلق حالة من التشتت، مؤكدًا أن الحرب الحالية هي “حرب هويات”.
وأوضح سماحته، أنه لا يمكن بناء مستقبل ناجح للدولة دون هوية ثقافية موحدة تجمع الشعب العراقي بمختلف مكوناته، و فيما أشار إلى أن العراق يمتلك من المشتركات التاريخية والحضارية والجغرافية والقيمية ما يؤكد وجود هوية ثقافية واحدة حقيقية، دعا الى ازالة الغبار عن محاولات طمس هذه الهوية، و التأكيد على المشترك الثقافي الذي يوحد الشعب العراقي.
كما لفت الشيخ الخزعلي إلى أن الهوية الثقافية العراقية حقيقة راسخة، نابعة من تاريخ وحضارة مشتركة، وعادات وقيم وبيئة واحدة، مضيفا بالقول: “نمتلك هويتنا الثقافية التي نعتز بها، وندافع عنها، ونحافظ عليها”، مشددًا على أن العراق ليس مجرد خليط من القوميات والمكونات، بل هو كيان له جذور حضارية عميقة وهوية ثقافية أصيلة.
ودعا سماحته إلى ضرورة وضع تعريف واضح للهوية الثقافية، معتبرًا أن تعريف العالم البريطاني إدوارد تايلور الذي يرى أنها تشمل “المعرفة والمعتقدات والفن والأخلاق والقانون والعادات”، هو تعريف دقيق يعكس واقع العراق الثقافي.
و اعتبر سماحته، ان “الأخلاق جزء أساسي من الهوية الثقافية للعراقيين ، وكل من يسعى لتشويه أخلاق هذا الشعب عبر استيراد عادات منحرفة، فإنه يريد تدمير هويتنا الثقافية”.
وأكد الشيخ الخزعلي أن هناك محاولات غربية لإشاعة الانحراف والانحلال، معتبرًا أنها استهداف مباشر للهوية الثقافية العراقية، مشددا على أن العادات العربية، وتحديدًا العراقية، هي جزء من هذه الهوية، لافتًا إلى أن العديد من العادات العربية تحمل جذورًا عراقية واضحة.
وفي حديثه عن القيم العراقية الأصيلة، قال سماحته ان: “الكرم صفة عربية، لكن ليس كل العرب كرماء، بينما جميع العراقيين يتميزون بهذه الصفة”، مشيرًا إلى أن الكرم، والشجاعة، والغيرة، والنخوة هي سمات عراقية متجذرة، لا يمكن العثور عليها بنفس المستوى في شعوب أخرى.
واختتم الشيخ الخزعلي حديثه بالتأكيد على أن العقيدة جزء لا يتجزأ من هوية أي شعب في العالم، مشددًا على أن العراقيين يمتلكون هوية ثقافية متكاملة، يجب الحفاظ عليها وحمايتها من كل محاولات التشويه والاستهداف.