الشيخ الخزعلي: تركيا تمثل تهديداً حقيقياً للعراق وعلى الدولة اتخاذ موقف واضح إزاء مخططاتها التوسعية
30 مايو 2025
110
حذّر الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق، سماحة الشيخ قيس الخزعلي، الخميس، من تصاعد التهديد التركي داخل الأراضي العراقية، معتبراً أن ما تقوم به أنقرة هو مقدمة لتكرار “مسلسل سوريا” في العراق، في ظل طموحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإحياء ما يُعرف بـ”تركيا الكبرى”.
وقال الشيخ الخزعلي في حديث متلفز، إن “وجود تركيا العسكري في نينوى، وتحديداً في قاعدتي زليكان وبعشيقة، يمثّل تهديداً مباشراً”، مذكّراً بتجربة قبرص منذ عام 1974، وكذلك ليبيا وسوريا، حيث لم تنسحب تركيا من أي منطقة دخلتها بل توسّعت فيها.
وأضاف سماحته : “تركيا لن تنسحب من العراق حتى لو انتهى حزب العمال الكردستاني وسلّم سلاحه، لأن أطماعها توسعية ومعلنة، لافتا أن “خريطة تركيا الكبرى” – المتداولة في الإعلام التركي – تضمّ كردستان، وجزءاً كبيراً من نينوى وصلاح الدين وكركوك، مشدداً على أن “أردوغان يسعى لاستغلال الطائفة العلوية والمكوّن الكردي داخل تركيا من أجل تعديل الدستور والعودة للسلطة من جديد”.
وفيما يخص الوضع الأمني الداخلي، كشف الشيخ الخزعلي عن وجود “13 ألف مقاتل عراقي يلتزمون بأوامر أجنبية، بينهم 5 آلاف في نينوى و8 آلاف في كركوك، قسم منهم تم ضمّه لهيئة الحشد تحت عنوان الاحتواء، وقسم ما زال خارج إطار الدولة”.
ولفت سماحته، إلى أن “4 آلاف من هؤلاء يتواجدون قرب قاعدة زليكان، ويتلقون رواتب وتسليحاً وزياً عسكرياً من الخارج، ومهمتهم حماية القاعدة”، معتبرا انه “من غير المعقول أن يحمل شخص سلاح (بي كي سي) دون ترخيص ويتجول في الشارع، فكيف يُسمح لـ4 آلاف شخص يعملون بإمرة إدارة أجنبية؟”.
وأكد الشيخ الخزعلي أن “الأجهزة الأمنية كافة – من استخبارات الدفاع والداخلية إلى استخبارات الحشد الشعبي والأمن الوطني والمخابرات وجهاز مكافحة الإرهاب – تمتلك تقارير تؤكد وجود ارتباط ودعم خارجي من قبل تركيا لهذه المجاميع المسلحة”، مشيراً إلى أنه عرض هذه الوثائق خلال خطبة صلاة العيد، وأرسلها للجهات المختصة وللمرجعيات الدينية.
وتابع سماحته قائلاً: “طرحت هذا الملف بشكل علني وخاص، ولم أتلقَّ أي إجابة حتى الآن، وأنا أبرئ ذمتي أمام الشعب وأمام الله”، مبينا أن “ما يسمى بحرس نينوى ودرع كركوك ليس هو كل المشكلة، بل المشكلة الأكبر تكمن في ما يُعرف بالأفواج العشائرية الممتدة من نينوى إلى الأنبار”، مضيفاً أن “هذه الأفواج تشكّل خطراً كبيراً، إذ لا توجد عنها معلومات في أي مديرية من مديريات الحشد، وتخضع لإدارة خاصة داخل الهيئة بإشراف مباشر من أحد المسؤولين”.
وبيّن الشيخ الخزعلي ، أن بعض عناصر هذه الأفواج “من المطلوبين وفق تهم إرهاب، ومنهم من كان منتمياً لداعش، وتم تدريبهم في قاعدة التنف الواقعة على الحدود العراقية السورية الأردنية”، كاشفاً أن “قيادات الخط الأول في هذه التشكيلات كانوا بعثيين ومنتمين إلى الأجهزة الأمنية الخاصة للنظام السابق”.
واوضح سماحته، إن “الفوج العشائري الحقيقي المشخّص والمحترم قاتل معنا ومعروف، ولكن هناك من لم يشارك في أي معركة، وأتحدى أي جهة أن تثبت مشاركتهم في تحرير نينوى، بحضور هادي العامري وأبو مهدي المهندس”.
وأشار الشيخ الخزعلي إلى أن “الاحتواء الذي حصل لبعض هؤلاء لم يكن يفترض أن يبقيهم على نفس الوضع، خصوصاً أن بعضهم استمر في تلقي رواتب من الحشد وهم متهمون بالإرهاب”، فيما شدد على ضرورة خضوع هؤلاء لتدقيق هيئة المساءلة والعدالة، واعتقال المطلوبين منهم، داعياً إلى محاسبة من يتساهل أو يتغاضى عن هذا الملف الخطير.
وأكد سماحته، أن “القضية تحتاج إلى موقف وطني حازم، لأن ما يحصل تهديد لكل العراق، وليس فقط لمكون معين، بل يشمل الأكراد والعرب السنة على حد سواء”، موضحاً أن “أردوغان يقدّم نفسه بعنوان طائفي من أجل خداع البعض، لكنه يتحرك وفق أجندة قومية تركية توسعية”.
وجدد سماحته التأكيد على عدم حاجة العراق لأي طرف خارجي، معتبرا ان كل الدول تحتاج العراق، ومن يثق بنفسه ويعتز بوطنيته لا يقبل أن يكون في موقف الذليل”، مضيفاً: “لدينا علاقات مع الجمهورية الإسلامية ونعتبرها حليفاً، لكننا نختلف معها في بعض النقاط، والموقف نفسه سنتخذه ضد أي دولة تحاول التمدد داخل العراق، بما في ذلك إيران لو حصل ذلك”، مؤكدا أن “الملفات التي تمسّ سيادة الدولة وأرواح أبنائنا وكرامتهم هي مبادئ ثابتة لن تتغير”.