الشيخ الخزعلي: موقفنا من الدول العربية لم يتغير والعراق ليس تابعًا لأي محور
30 مايو 2025
124
أكد الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق، سماحة الشيخ قيس الخزعلي، الخميس،أن موقف الحركة من الدول العربية، وخاصة الخليجية، لم يتغير منذ البداية، مشددًا على أن العراق جزء من المنظومة العربية، داعيًا إلى علاقات جيدة ومتوازنة معها.
وقال الشيخ الخزعلي في حديث متلفز ، إن “موقفنا من الأشقاء العرب هو موقف كل المنظومة الشيعية ونحن منهم، لم يتغير من البداية، نحن نقول أهلاً بالعرب، ويفترض أن تكون لدينا علاقات جيدة، لكن كان هناك صدود ورفض من قبل الدول العربية، خصوصًا الدول الخليجية”.
وأضاف سماحته : “أتحدى أي شخص يقول إننا كنا ضد إقامة علاقات مع الدول العربية، موقفنا لم يتغير، بل الذي تغير هو موقف الدول العربية نفسها”. وأوضح أن تلك الدول، “قبل 2017، كانت ترفض النظام السياسي الجديد وحكم الأغلبية، وكانت تعمل بشكل نشط على زعزعة الاستقرار الأمني والسياسي في العراق”.
وأشار سماحته إلى أن “الخمسة آلاف انتحاري والفتاوى وغيرها لم تكن سرًا”، مؤكدًا أن “بعد الانتصار على داعش في 2017، وصلت تلك الدول إلى قناعة بعدم إمكانية زعزعة أو تغيير النظام السياسي العراقي، فبدأت تتعامل معه كواقع حال”.
وفيما يخص القمة العربية الأخيرة، علّق الشيخ الخزعلي قائلاً: “لاحظنا أن مستوى التمثيل في القمة كان تعاملاً مع الواقع، لكن فقط من باب درء الشر، وليس عن حب وانسجام حقيقي مع العراق. على الرغم من أنه لا يوجد من يناقش عروبة العراق وأصالته”.
وانتقد الشيخ الخزعلي غياب بعض القادة العرب عن القمة، مشيرًا إلى أن “شخصيات رئاسية كان من المفترض أن تحضر، لكنها لم تفعل، مثل الأمير محمد بن سلمان، والملك الأردني، والملك البحريني الذي كان من الواجب حضوره بروتوكوليًا باعتباره رئيس القمة السابق، وكان مثبتًا حضوره لكنه لم يأتِ”.
وتحدث سماحته عن حضور أمير قطر قائلاً: “كان واضحًا أنه وقع في حرج من جانبين؛ من جهة علاقته الجيدة مع العراق، ومن جهة الضغوط التي مورست في الساعات الأخيرة من قادة عرب لعدم الحضور”.
وشدد سماحته على أن “العراق دولة ذات مصالح، وقد تلتقي مع جهة هنا وتختلف مع جهة هناك، لكنها ليست تابعة لأي محور”.
وبشأن الموقف من سوريا، قال الشيخ الخزعلي: “رئيس النظام السوري مرحب به كشخص، لكن هناك مذكرة إلقاء قبض صادرة بحقه من القضاء العراقي، ولذلك لم يكن من الصحيح حضوره”، معتبرًا أن “لقاء رئيس الوزراء العراقي مع الرئيس السوري لم يكن ضروريًا أو مناسبًا، وإذا كان للرئيس السوري حاجة في العراق، فليأتِ بعد حل مسألة مذكرة القبض”، مضيفا: “أنا ذكرت موقفي الشخصي، ولا أعتقد أن اللقاء بين السوداني والشرع كان ضروريًا أو صحيحًا”.
وفي سياق آخر، تطرّق الشيخ الخزعلي إلى تجربته في الاعتقال قائلاً: “كنت في سجن الاحتلال الأمريكي مع أبو زينب الخالصي، وهو شخصية معروفة بين المجاهدين، وكان أيضًا في السجن أبو بكر البغدادي، لكن هذا لا يعني تشابهًا بين الشخصين”. وأوضح أن “الفرق بيني وبين الشرع أنني اعتقلت بسبب مقاومة الاحتلال الأمريكي وبسبب عملية كربلاء، وهي قضية مشرفة، بينما الشرع تهمته مهاجمة القوات الأمنية العراقية، وهي قضية غير مشرفة”.
وعن الوضع في سوريا، قال سماحته : “النظام السوري يمر بأزمات داخلية كبيرة، وإذا استمر في البقاء، فلن يكون في وضع يؤهله لتشكيل تهديد للعراق”.
وأكد الشيخ الخزعلي أن “موقف الحركة من مشاركة العراق في القمة كان واضحًا وصريحًا، سواء من خلال تصريحاتي أو من خلال أعضاء مجلس النواب وشخصياتنا السياسية”، مشيرًا إلى أن “ما حدث من إرباك وضعف في بعض المواقف الرسمية لا يمكن تبريره بالقول إن العراق بلد ديمقراطي، لاسيما مع وجود ملاحظات على كل موقف أو تصرف أضعف من نجاح العراق في تمثيل القمة العربية، لكن هذا جزء من الواقع الداخلي”.
وختم سماحته بالقول: “إشكالنا ليس مع العراق، بل مع الدول الأخرى التي كان يفترض بها أن تلاحظ الموقف الرسمي. نعم، جاءت شخصيات محترمة، لكن لم يحصل شيء، لافتا ان العراق يمتلك مساحة ديمقراطية قد تكون (أوفر) أو زائدة عن الحد”.