الشيخ الخزعلي: استمرار الحلم الكردي بالانفصال يضر بالعراق ويستنزف ثرواته الوطنية
30 مايو 2025
158
أكد الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق، سماحة الشيخ قيس الخزعلي، أن العملية السياسية في العراق بعد عام 2003 قامت على أساس مبدأ المكونات، مشيراً إلى أن المكون الكردي يُعدّ جزءاً أساسياً من هذه العملية.
وأوضح سماحته خلال لقاء متلفز، أن قناعته الشخصية هي أن القيادة الكردية، ومنذ بداية المرحلة الجديدة بعد 2003، كانت ترى أن مشروعها الأمثل هو تحقيق الحلم الكردي بالانفصال، وهو ما سعت إليه فعلياً من خلال الاستفتاء على الاستقلال في عام 2017، والذي خلّف مضاعفات سلبية عديدة.
واشار سماحته، الى إن “الخصوصية الكردية” أمر يعترف به ويقدّره، مؤكداً أن الكرد “يمتلكون جغرافيتهم وبيئتهم ولغتهم وعاداتهم وتقاليدهم الخاصة”، إلا أن ذلك لا يمنع من دعوته الدائمة إلى “الواقعية السياسية” والتعامل الإيجابي مع الدولة العراقية.
وأضاف سماحته، أن “ما جرى بعد استفتاء 2017 كان يفترض أن يكون كافياً لتحفيز قيادة إقليم كردستان على إرسال رسائل إيجابية وبداية نهج جديد”، إلا أن ذلك لم يتحقق حتى الآن، مشيراً إلى أن الدولة العراقية رغم ذلك اتخذت خطوات وصفها بـ”الطيبة”، من بينها تخصيص مبالغ مالية ضخمة لرواتب موظفي الإقليم وصلت إلى تسعة أو عشرة تريليونات دينار شهرياً، رغم وجود تحفظات قانونية ودستورية على هذا الإجراء.
وانتقد الشيخ الخزعلي “غياب الشفافية في آليات تسليم هذه الأموال”، موضحاً أن “دفع هذه المبالغ يجب أن يكون مقروناً بتوفير البيانات اللازمة، وتوطين الأسماء، وتسوية الملفات المالية، والاعتراف بكميات النفط المهرب”، وهو ما لم يتحقق حتى الآن، وفقاً لتصريحاته.
وأشار سماحته إلى أن “القانون كان مشروطاً بتسليم الإقليم لما في ذمته من الواردات النفطية والضرائب والرسوم الأخرى، بالإضافة إلى ما يدخل من خلال المعابر الحدودية”، مبيّناً أن “الدولة العراقية أرسلت هذه الأموال رغم ذلك في رسالة واضحة على نيتها الإيجابية واحترامها لشعب كردستان”، مؤكداً أنه لا يحمل أي ضغينة تجاه الشعب الكردي وقد صرّح بذلك من داخل محافظة السليمانية.
وفي ذات السياق، شدد الشيخ الخزعلي على تأييده التام لمنح الموظفين الكرد حقوقهم ورواتبهم، لكنه طالب بأن “يقترن ذلك بالتزام حكومة الإقليم بواجباتها والتوقف عن السياسات التي تدفع بكردستان العراق بعيداً عن العراق”.
كما علّق سماحته على زيارة رئيس حكومة الإقليم مسرور برزاني إلى الولايات المتحدة، معتبراً أن “ما جرى خلالها يدل على عدم وجود أي تغيير في النهج، واستمرار نفس السياسة، وهو أمر يعود بالضرر على كردستان وشعبها قبل أن يضر بالعراق ككل”.
ورأى الشيخ الخزعلي أن الدولة العراقية لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية في تقديم “الرسائل الطيبة”، مشدداً على أن “لدى الدولة قرارات ملزمة من المحكمة الاتحادية، ويجب أن تُحترم”.
ودعا سماحته، قادة الإقليم إلى مراجعة مواقفهم قائلاً: “والله نحبكم أبناء شعبنا، وأهلاً وسهلاً بكم كشركاء في القرار العراقي، وأعتقد أن ما جرى يفترض أن يكون كافياً لإثبات أن مصلحتكم في العراق”.
وكشف الشيخ الخزعلي عن لقاءات جمعته برئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني ناقش خلالها ملف تهريب النفط، مشيراً إلى أن “الشاحنات التي تُضبط في أفغانستان وباكستان دليل على ذلك”، مضيفاً: “ليس سراً، الجميع يعلم، حكومة كردستان والحكومة العراقية، السعودية، أمريكا، وحتى أوبك لديهم الأدلة”.
وبيّن سماحته أن “أوبك قامت بتخفيض حصة العراق من الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يومياً لأنها تعلم أن هناك نفس الكمية تُهرّب يومياً من النفط العراقي”، محذراً من أن “الجزء الأكبر من هذا النفط يأتي من كركوك وسهل نينوى، وهو ما يتسبب بخسائر سنوية قد تتجاوز 2 مليار دولار من موازنة العراق”.
وانتقد سماحته استمرار الإقليم في رفض تصدير النفط عبر شركة “سومو” رغم التنازلات والمرونة التي أبدتها الحكومة العراقية، مشيراً إلى أن “الحجج لا تزال تُستخدم لمنع هذا الارتباط”.
كما جدّد الشيخ الخزعلي تأكيده على أن “استمرار الحلم الكردي بالانفصال ليس مسألة داخلية فحسب، بل له علاقة بتطورات إقليمية، خصوصاً في سوريا”، مشيراً إلى أن ما يجري اليوم “مرتبط ارتباطاً وثيقاً بذلك المشروع”.