
الشيخ الخزعلي يستذكر جريمة الأنفال ويؤكد على ضرورة حفظ الذاكرة الوطنية وتحقيق العدالة للضحايا
أبريل 14, 2025
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين حبيب اله العالمين ابي القاسم محمد وعلى اله الطيبين وصحبه المنتجبين
مع حفظ كل المقامات والاوصاف والعناوين للاخوة والاخوات جميعا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في الحقيقة يشرفني في هذا اليوم وفي هذا الوقت ان اكون حاضر في هذه المدينة الطيبة التي أعطت ما أعطت وضحت ما ضحت واحتضنت ما احتضنت من اولياء وصحابة وشهداء والمجاهدين ولهذه المدينة كما يعلم الجميع تاريخ من حق اهل محافظة واسط ان يفتخروا بتاريخهم وهذا تاريخ طويل يمتد قد يكون من ايام الصحابي الجليل سعيد بن جبير والى وقتنا الحاضر والذي يقع على عاتقي ان اذكره امامكم وهو تاريخ مشترك بين واسط وبين المقاومة الاسلامية ان لدينا نحن المقاومة الاسلامية ومحافظة واسط كمحافظة فيها من خيرة شباب العراق قاوموا الاحتلال وقسم منهم استشهدوا ومنهم نالوا الرضوان والكرامة من الله وقسم منهم لازالوا مشاريع فداء وانا افتخر بهم واعتز بهم ومن حق كل محافظة واسط ان تفتخر بهؤلاء الاخوة في الممثلية اخذوا عنوان من وحي عاشوراء ننتصر استغل هذه الفرصة اذكر بعض الملامح والانتصارات التي تحققت
اولا :
في يوم من الايام تعرض بلدنا الى الغاشم قادته اكبر قوة عسكرية في العالم القوة التي كانت تخاف منها الدول العظمى والحكومات ولكن هذا الاحتلال عندما جثم على صدر بلدنا (من وحي عاشوراء من وحي الحسين عليه السلام قاومنا وانتصرنا عليه) وعندما تعرض مرقد السيدة زينب عليها السلام الى التهديد من قبل مجموعة من الاوباش والقتلة والمجرمين والتكفيريين الذين يرون ان حق الحياة منحصر بهم وان لاحق لغيرهم في الحياة هؤلاء عندما أرادوا ان يشكلوا تهديدا على مرقد السيدة زينب عليها السلام وتصوروا ان العباس عليه السلام لم يكن موجود ليدافع عن السيدة زينب عليها السلام انبرى لها الكثير من اهل العراق انبرى لها الكثير من شيعة امير المؤمنين وبوحي عاشوراء وبوحي الامام الحسين عليه السلام ننتصر الان وشاءت الارادة الالهية ان العباس عليه السلام قد انتج فعله الكثير من الحماة للدفاع عن السيدة زينب عليها السلام بفضل الله سبحانه وتعالى وان شاء الله في كل الايام القادمة وخصوصا في شهر محرم وصفر لن يستطيع احد ان يسبي زينب مرتين فالى ارواح كل الشهداء الذين ضحوا دفاعا عن مراقد اهل البيت صلوات الله وسلمه عليهم اجمعين الى ارواحهم جميعا اغلى التحيات والتبريكات من اسفل الارض الى اعنان السماء والى كل الجرحى المقاتلين والمدافعين عن كرمة وسمعة اهل البيت عليهم السلام
ايها الاخوة يشهد بلدنا الان فتنة طائفية وقد يشهد بلدنا مستقبلا لا سامح الله اذا لم يتدخل الطيبون للدفاع والتصدي امام هذه الفتنة يشهد بلدنا وقعا شبيها كما تشهده سوريا وقد يشهد شعبنا وضعا شبيه لما يشهده الشعب السوري الان مئات الالاف من الشعب السوري مشرد داخل سوريا وخارج سوريا والكثير من الابرياء قتلوا في هذه الفتنة الطائفية التي تبدو ملامحها في الافق يتصدر الزعامة فيها نفس العناوين ونفس المجاميع ونفس المسميات هذا الذي يسمى بالدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام بدأ يعمل على افراغ المناطق الغربية والموصل من اي وجود للدولة العراقية حيث لا توجد قوات الجيش وتشكيلات وزارة الداخلية ولا شرطة محلية ولا حتى قائمقام حيث يعملون على استئصاله .
وهؤلاء يمثلون تهديد امني في هذا البلد والان وبحمد الله بدأ الكثير من ابناء شعبنا وخصوصا في هاتين المحافظتين يشعرون بالخطر حيث صار الجميع من السنة والشيعة والكرد يعلمون ومتفقين ان الخطر الاساسي هو خطر التنظيمات التكفيرية وان علينا جميعا ان نتحد ونتفق والامل كبير ان شاء الله وهذا ما نبهنا عليه منذ البداية حيث قلنا في اكثر من مناسبة ايها العراقيون انتم شعب غالبيته العظمى متسامح وطيب وان هناك نفر قليل ضال من هو منتفع ومرتبط بأجندات خارجية حيث ان هناك التفات ووعي حقيقي تجاه هذه المخاطر حيث يكون بشعورنا الدائم تجاه المسؤولين امام شعبنا دائما نتكلم من منطلق المسؤولية ومن هنا فان على الحكومة ان تدعم المناطق الغربية في مواجهة القوة التكفيرية وتقويتهم ومدهم بكل ما يحتاجون لانهم الوحيدون بحكم التجربة يستطيعون مواجهة تلك المجاميع الارهابية
ثانيا :
وهذا من باب اداء التكليف ندعو كل الاطراف السياسية الى ان تتفق بمقدار تفويت الفرصة امام هذا التكليف على كل حال كلنا ثقة بأبناء هذا الشعب طبعا ليس صحيحا ان نتهم سنة العراق او نلصق ارتباط الارهاب والمنظمات الارهابية فالسنة بريئون من الارهاب والتكفير والسنة انا برأيي الشخصي هم اكثر سنة العالم محبة باهل البيت عليهم السلام وتسمياتهم معروفة علي وحسين وكاظم لذلك ان شاء الله كل ابناء الشعب بتصديهم سنة وشيعة لهذه المنظمات كلنا ثقة بأبناء هذا الشعب ونحن جاهزون لتقديم اي مساعدة في هذا الاتجاه ونحن لا ندعو ان نستلم الملف الامني او شيء من هذا القبيل ولا نريد ان نحل محل الدولة ولكن برأينا وهذا يشهد به الكثيرون بان ابناء المقاومة الاسلامية امتلكوا الكثير من الخبرة بمواجهة التحديات الامنية وفي التعامل مع التحديات العسكرية ونحن نعتقد ان المشكلة الاساسية الموجودة الان في البلد وفي كون الدولة العراقية لم تنجح الى الان في معالجتها انه لازالت الاجهزة الامنية تحاول ان تعالج التهديد الامني الذي يعتمد على الاستنزاف تحاول ان تعالجه وفق تفكير عسكري صرف ولتفكير العسكري بشكل اساسي يعتمد على نشر القطعات ومسك الارض هذا اسلوب مناسب
ايها الاخوة اننا نعتقد ان هنالك حرب من نوع اخر ومحاولات احتلال من نحو اخر هي اخطر من الاحتلال العسكري هذا الذي يسمى بالحرب الثقافية حيث ان كل شعب في العالم له هويته الخاصة هذا مجتمع عربي وهذا مجتمع غربي وهذه الهوية تتكون من مفردات اساسية المفردة الاولى هو اللغة والزي حيث ان مجتمعنا العراقي له مجتمعه وله لغته والمفردة الثانية التي يتكون منها هوية اي بلد هو التاريخ والقيم المعرفية فبلدنا له تاريخ وقيمة معرفية كبيرة فهم اول من قاموا بالكتابة واول من شرعوا القوانين والمفردة الثالثة ان لكل بلد اعراف وتقاليد ومجتمعنا العراقي له اعرافه وتقاليده حيث يمتلك من الشجاعة والنخوة الشئ الكثير والمفردة الاخرى من مفردات الهوية الثقافية ان لكل بلد دين وعقيدة.
الى الان بعضهم يقول بفصل الدين عن العقيدة او فصل الدين عن السياسة وهذا كلام الغافل عن حقيقة ما يجري في الوقت الراهن الى الان الاتحاد الاوربي يرفض انضمام تركيا لان تركيا مسلمة وهم يقولون نحن مسيحيون والى الان في المانيا ودول اخرى هناك احزاب سياسية متصدية وجزء من الحكومة مسمياتها الحزب الديمقراطي المسيحي او الحزب الاشتراكي المسيحي وتقول بان اوربا مسيحية فلماذا لا نقول اننا مسلمون اذن نحن كعراقيين عندما نقول نحن عراقيون ونفتخر بهويتنا .
الذي اجده الان ايها الاخوة ان هنالك حرب ناعمه سلسلة اخذت تغزو مجتمعنا وابناءنا بحيث نلاحظ ان هنالك مجموعة معتد بها من الشباب لا تلاحظ فيهم اي خصوصية بان هذا عراقي اقصد ان زيه ولغته تختلف عن اللغة والهوية العراقية ثقافته صارت ثقافة غربية ولغته لغة انكليزية واخلاقه وعادته صارت عبارة عن مصلحة شخصية لا علاقة لها بمجتمعه وعشيرته وهذا هو الخطر الحقيقي فالاحتلال لا يمكن ان يغير ان عقيدتي ولا يستطيع ان يغير عاداتي ممكن ان يسيطر جسدي بزجي في السجن ممكن ان يقتلني ولكن لا يستطيع ان يغير هويتي ونحن نعتقد بان هذه هي الحرب الكبرى ومن هنا فان على شرائح المجتمع العراقي واخص بالذكر علماء الدين عليهم ان يبذلوا كل جهد في سبيل التصدي لهذه الحرب والتأكيد على الالتزام بالتقاليد والاخلاق العراقية الاصيلة لان الحرب موجهة بشكل اساسي الى الشباب ولدينا بفضل الله خيرة الشباب من الاكاديميين والمثقفين فيجب على الشباب التصدي لمواجهة هذه الحرب وان شاء الله مادام الحسين عليه السلام موجودا ما دام ابو الفضل العباس عليه السلام موجودا مادام امير المؤمنين عليه السلام موجودا مادام العراق يمتلك في ارضه الامامين الكاظمين والامامين العسكريين عليهم السلام كل هؤلاء الاولياء والصحابة والتابعين
اذن فعاشوراء سننتصر ولن يستطيع احد ان يغير هويتنا لان في كل عام المسير الى الامام الحسين عليه السلام هي ضربة موجعة لكل اعداء الاسلام .
الحرب الاخرى والتحدي الاخر الذي نعتقد انه من وحي عاشوراء هو الجانب السياسي حيث يعيش بلدنا حالة من الفساد المالي والفساد الاداري لم يشهدها بلد اخر فالعراق يمتلك اكبر ثروات العالم في كل محافظاته في الزراعة النفظ وممكن غاز والمعادن الموجودة ايضا والله اعلم ولازال الكثير من ابناء هذا البلد وخصوصا ابناء هذه المحافظة يعانون البطالة ويعيشون تحت مستوى خط الفقر ، بلد ميزانيته 130مليار دولار لماذا يعيش ابناء هذا البلد تحت مستوى خط الفقر ، هذا الفساد هو بالمصطلح العامي يسمى ” فرهود” حيث لا يمكن حصره بنسبة معينة حيث تذهب ثروات البلد واموال الشعب الى من ؟ حيث بلغ الفساد المالي 90% تقريبا حيث نقول بصراحة وبشجاعة ان الوضع في العراق حالة اقطاعية سياسية مثل ما كان هنالك اقطاعية مجموعة اشخاص يملكون اراضي واسعة والبقية عبارة عن فلاحين يعملون في تلك الاراضي الان عبارة عن حالة اقطاعية سياسية مجموعة سياسيين او احزاب سياسية هي التي تمتلك وتسيطر على الدولة وتتحكم بالوزارات.
والخلاصة ان هنالك اقطاعية سياسية ملئت البلد فسادا ونهب ثروات الشعب . والسؤال هنا ما هو الطرف السياسي او الحزب السياسي الذي لم يتورط في الفساد طبعا هذا السؤال لا نوجهه الى السياسيين حيث ان السياسيين سيظهرون انهم بريئون كبراءة الذئب من دم يوسف الجميع متورط ولكن بنسبة ، النتيجة هل نبقى نحن تحت رحمة هذه الاقطاعية السياسية ليس صحيحا وان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم اذا لم نبادر نحن الى الحل فلن يأتينا الحل من الاخرين لان الاخرين هم المستفيدون من الوضع باعتقادنا ان الحل هو ان نتصدى من الحزبيين وغير الحزبيين ان يتصدى ابناء هذا الشعب ان يتصدوا هم للدخول في العملية السياسية فإذا بقي الوضع كما هو عليه وجرت الانتخابات بدون ان تأتي دماء جديدة فلن يتغير شيء واعتقد ان هذا التصريح خطير فبماذا سوف تاتي الانتخابات بجديد مادامت الوجوه هي نفس الوجوه القديمة واوجه كلامي الى طبقة الشباب ان نشجعهم لان يتصدوا للدخول في معركة الانتخابات القادمة ونحن نعتقد ان الانتخابات القادمة هي معركة اذا لم نوحد جهودنا وندفع بالخيريين المخلصين من ابناءنا مادام الخيرون من هذا الشعب موجودون فنحن بوحي عاشوراء سننتصر واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين .