استجواب مرتقب للفياض… الموسوي يكشف عن ملفات “حساسة” في الحشد الشعبي تمس التشكيلات والمفسوخة عقودهم
مايو 30, 2025
بسم الله الرحمن الرحيم
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
وافضل الصلاة والتسليم على ابي القاسم محمد حبيب اله العالمين واله الطيبين الطاهرين
في البدء اعبر عن شكري وامتناني لهذا الاستقبال والحفاوة من هذه الوجوه الكريمة الطيبة من محافظة بابل ،
حينما يتكلم الشخص لابد من ان يتكلم من المكان ونحن في محافظة بابل وسط عشيرة من عشائر العراق الاصيلة عشيرة البو سلطان والعشائر الاخرى المتواجدة معهم، واشكر الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة وهي ان يتواجد المرء وسط أهله وناسه
الحديث عن بابل لما تمثله من عمق تاريخ، بحيث ان تاريخ العراق هو بابل، كما تعني بابل العلم والعلماء، فأول حوزة علمية في التاريخ هي حوزة الحلة والتي هي قبل حوزة النجف الاشرف، وكان العلامة الحلي والمحقق الحلي وابن ادريس وابن نما من اوائل العلماء الذين قننوا وكتبوا الفقه والاصول، واذا نتكلم عن بابل نتكلم عن الخير والبركة بما يتوفر في ارضها من الزراعة والماء، وانا دائما اقول ان اعظم خير واعظم بركة واعظم ثروة موجودة هي ثروة الانسان لان جميع الثروات تسخر لخدمته
اذن اكبر ثروة واقدس ثروة موجودة عندنا هو الانسان ومنه يكون الانطلاق، والله سبحانه وتعالى جعله خليفته في الارض فقد قال الله تعالى:( مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا)
وان اعظم المقدسات عند المسلمين هي الكعبة، وهذا من الناحية صحيح لكن هناك من هو اعظم من الكعبة، عندما يقول الرسول الاكرم صلى الله عليه واله: (ان حرمة المؤمن اعظم من حرمة الكعبة بسبعين مرة ) ينتج من هذا أن الكعبة المقدسة، التي يحج اليها المسلمون من كل انحاء العالم هناك من هو اقدس منها وهو الانسان، اذن اعظم ثروة واقدس المقدسات هو الانسان، هذه بصراحة اقولها ان هذا الموضوع لم يفهمه أكثر السياسيين، لذلك اعتبروا الانسان وسيلة واداة لتحقيق المصالح، وليس هدفا لخدمة، هذا الذي جهله السياسيون قد عرفه ابناء المقاومة، لذلك نحن نقاتل من اجل الانسان، ونحن قد حددنا هدفنا بشكل واضح، ان الانسان العراقي هو الثروة، وهو عند الله وعند المرجعية الدينية كذلك، لذلك نعمل من اجل مصلحة الانسان ومن اجل حمايته، وكل من لا يعرف قيمة الانسان هو شخص متخلف وظلامي ولا يعرف الحياة،
اقولها بصراحة وبما نؤمن به من اعتقاد لأهل البيت عليهم السلام، ان الخدمة الاكبر للانسان الاكمل، وهو الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف، فالمعصوم هو الانسان، والعراقيون في تضحيتهم هم مع اهل البيت عليهم السلام، الذين كانوا يضحون من اجل الانسان
هذه المقدمة لابد ان نذكرها لاننا عندما نقول نحن بخدمة اهلنا ونضحي بارواح شبابنا من اجل شيء مقدس هو من اجلكم، واكرر شكري وامتناني لاهالي محافظة بابل بشكل عام ولاهالي ناحية النيل وللعشائر الموجودة خصوصا عشيرة البو سلطان وللإدارة المحلية، خصوصا للسيد المحافظ على هذه الدعوة الكريمة لاتشرف في الحضور بينكم، وهذه فرصة استغلها من اجل ان نضعكم في الصورة في بعض القضايا الاساسية، فالإنسان العراقي ذكي ويفهم ما يجري ومن الضروري ان يكون مطلعا على كل التطورات التي تحصل
بلدنا كله ومنذ مدة غير قليلة يعيش تهديدا لوجوده يعني تهديد يستهدف الحياة والمجتمع، والله سبحانه بلطفه والمرجعية الدينية بوعيها وحكمتها, والحشد الشعبي وابناء المقاومة الاسلامية بتضحياتهم ، والانسان العراقي بغيرته، وبموقفه الموحد، ينتج الكثير، وابيّن مفردة واحدة وهي ان الولايات المتحدة الاميركية والغرب قالوا ان تنظيم داعش هو خطر وعدو يحتاج الى تحالف من 60 دولة ويحتاج الى طائرات وامكانيات وحرب قد تصل الى30 سنة حتى يمكن الانتصار عليه، ومع هذه المدة يحتاج التحالف الدولي ايضا الى موازنة تقدر بالمليارات، ولكن الانتصارات التي تحققت من دون 60 دولة _ وتدور حول هذا التحالف الدولي الشكوك والشبهات، لان دورها كان سلبيا في بعض الافعال_ و الانتصارات تلو الانتصارات التي تحققت ليست في سنوات انما في ايام واسابيع واشهر
اتكلم امامكم بشكل نقاط محددة، نحن نعتقد ان الازمة الامنية بدأت تنتهي، والمعركة بين العراقيين وعدوهم قد حسمت وتحتاج الى مسألة وقت لاستكمال الانتصارات
من البداية كنت اقول: انا من الذين يستهينون بداعش لانه لم يشكل فعلا خطرا كبيرا، وقد يستغرب البعض، لكن الانتصارات التي قد تحققت في امرلي ومحيط بغداد وفي اليوسفية وجرف النصر وبلد والظلوعية وفي مناطق ديالى ، ما دخل العراقيون حربا الحرب جنبا الى جنب _ الاجهزة الامنية العراقية مع فصائل المقاومة الاسلامية والحشد الشعبي، وببركة فتوى المرجعية الدينية _ الا حققوا انتصارا مذهلا ومن دون اسناد من طيران التحالف الدولي، الذي يدافع عن كردستان واما ما عداه نريد ان يكفوا شرهم (التحالف الدولي) كما لا نريد خيرهم، لان من غير المعلوم ان هذه البالونات التي تنزل من السماء وتسقط على مناطق داعش، وتقول السفارة الاميركية انها ليست منهم، ولا يستطيعون انكارها لانها مصورة، واذا لم يكونوا قد ارسلوها فمن ارسالها؟! الا اذا ادعت داعش انهم على علاقة مع الملائكة وتنزل اليهم رسلا _ بمعنى مددا _، وهذا الكلام غير منطقي
شاهد الكلام، نحن نعتقد ان التحدي الامني والازمة الامنية في طريقها الى النهاية، وما بقي الا مسألة وقت رغم محاولة الغرب في اطالة امد الازمة وهذا هو مشروعهم، ونحن بفضل من الله سبحانه وتعالى، قد ازحنا التهديد الذي كان على محافظتي بابل وكربلاء وانه قد حسم منذ معركة جرف الصخر التي تحولت الى جرف النصر، وارتفع الاستقرار الامني في بابل الى مستويات عالية، وانه هناك بعض الجيوب, لكن واضح انتم اهل بابل تشاهدون ان تسجيل التفجيرات والسيارات المفخخة والانتحاريين قد انخفض منذ معركة جرف النصر والى الان، وهذا يدل فعلا ما كشفناه في وقت سابق ان جرف النصر كان ملاذا ومعقلا للتكفيريين والارهابيين وان ما قد قلناه كان حقيقة، كما ان التهديد على العاصمة بغداد قد زال، وفي محافظة ديالى لم تبقَ الا معركة واحدة في المناطق المحيطة بالمقدادية وشمالها واذا انتهت المعركة كل مناطق ديالى تؤمن، كما تم تأمين الطريق الى سامراء اضافة الى تحرير جنوبها الى الدجيل وشرقها وشمالها ومؤخرا تم تحرير المناطق التي تقع في غرب الدجيل، وفي النية ان شاء الله تطهير محافظة صلاح الدين بالكامل، وتشمل مناطق: الدور، العلم، الحويجة، وكافة المناطق الاخرى، وبالتالي تأمين جميع صلاح الدين وتأمين سامراء لما فيها من قدسية وتأمين محيطها ايضا.
ومن بابل اوجه شكري وتقديري للعشائر الاصيلة التي ابدت موقفا في قتال داعش من ابناء محافظة صلاح الدين وبالخصوص عشائر الضلوعية اخص منهم عشيرة الجبور وموقفهم الشجاع والوطني وما حصل من تلاحم وخير كثير، واذا اكملت صلاح الدين تبقى الانبار ثم المعركة الاخيرة في نينوى لتطهيرها من داعش
هناك محاولات لاطالة امد الازمة من خلال عراقيل يضعها التحالف الدولي، في تأخير التسليح وفي اعطاء المعلومات وفي الموافقة على بدء العمليات، لكن الذي نعتقده ان المشكلة او التهديد الحقيقي الذي نواجه هو تهديد سياسي اكثر ما يكون تهديدا امنيا، لان السياسيين ليسوا بمستوى المسؤولية
الانسان العراقي البسيط يتطوع في الحشد الشعبي للدفاع عن وطنه رغم رواتبه المقطوعة منذ شهرين او اكثر وهو مستعد للتضحية بروحه، ايّ شعور ووعي يمتلكه هذا الموطن مقابل سياسي له اعداد كبيرة من الحمايات والسيارات المصفحة وموازنة ورواتب له ولحماياته تقدر بملايين الدولارات تصرف له من قبل الدولة ورغم ذلك غير مستعد ان يضحي من اجل تجاوز موقف او مسألة معينة لصالح العراق
الذي نعتقده ان اساس المشكلة الحقيقية الموجودة ليست في العملية السياسية، لان كل بلد يحتاج الى برلمان و مجلس قضاء وحكومة ولكن المشكلة في نوع العملية السياسية وبتعبير ادق ان العراق شهد للاسف الشديد ما اسميه بالإقطاعيات السياسية _ هذه المنطقة ريفية وتعرف معنى الاقطاع _ كم شخص في العملية السياسية يعتبر نفسه انه واعي ومثقف ويظن ان دمه محسن ويختلف عن دماء العراقيين، هؤلاء هم الذين يتحكمون بالعملية السياسية ويستغلون الثروات والتعب والأذى والألم والتضحية والخسارة والدم والقتل والتفجير والتهجير يقع على المواطن العراقي
هذا هو الخطر والخلل الحقيقي ليس في البرلمان او مجلس القضاء او السلطة التنفيذية بما هي مؤسسات تحتاجها اي دولة ، انما الخلل في الاشخاص، فهم لم يأتوا بانقلاب عسكري او نظام دكتاتوري، بل نحن الذين منحناهم أصواتنا وانتخبناهم فتحكموا بنا واستغلونا وجاملوا الاخرين على حسابنا وهذا مايحصل في موضوع كردستان، التي حصتها من الموازنة 17% وهذه الحصة ليست من استحقاقهم، اضافة الى اكثر من مليار دولار حصة البيشمركة ولا احد يعرف عددهم _ الا الله سبحانه وتعالى _ كما ان كل واردات الاقليم من كمارك وضرائب وما يهرب من النفط وجزءا من نفط كركوك، كلها تذهب الى خزينة كردستان، كما ان وزراء الكرد يحكمون الوسط والجنوب وليس هناك وزير من الحكومة العراقية بما فيهم الوزير الكردي يستطيع ان يحكم كردستان ، وظهر مؤخرا حسب الرقابة المالية ان اي مشروع مثلا في البصرة او بابل او ذي قار لم يصرف عليه بشكل كامل بسبب عدم اكتمال الانجاز 40% او 50% اما المشاريع في كردستان فالصرف يكون عليها اكثر من 100% وربما يصرف 150% ، وظهر ايضا ان ما يعادل 32 مليار دولار تمنح لكردستان وهي ليست من حصتها، وانما هث من حصة الوسط والجنوب، والسبب هو نتاج السياسيين الاقطاعيين الذين جلبهم جنابي وجنابكم
هذه المسألة و هذه القضية لا بد ان نتحدث عنها بشكل واضح وصريح لان هناك اناسا يضحون بدمائهم، وليس من الصحيح ان لا توفر لهم الحكومة حتى ما يكفي لسد رمقهم وهم يقاتلون دفاعا عن الدولة، وهناك اشخاص يغتنمون ويثرون ويملكون كل شيء وهم لا يعطون هذا الحق وهذه المسألة لا بد ان تنتهي، ونعتقد ان نهايتها لا تحقق الا بايدينا نحن ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ اذا ما تحركنا _ انا وانت _ واضيف ان السياسيين الاقطاعيين معرفون وهم الذين يتحكمون بالكتل وبكل شيء ، اذن يجب علينا الان ان نلتفت الى ابناء مناطقنا الناس الذين نعرفهم الناس الخيرين وندعمهم ونقول كفي للسياسيين الاقطاعيين، الذين لم يجلبوا لنا الا الفقر والبطالة والجوع والتهديد الامني، هذه نتائجها، انا اطرح هذه الموضوعات لان بداية التغيير هو كلمة، بداية التغيير هو وعي، ونحن ليس في وقت انتخابات او دعاية انتخابية حتى يجيّر هذا الكلام في دعاية انتخابية انما هذا الكلام يطرح بيننا كعراقيين بضرورة ان ناخذ العبرة والحديث الكريم يقول (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين) و كم مرّة نلدغ؟ ثلاث انتخابات مرت علينا، يعني ثلاث مرات لُدغنا وهذا يكفي، ونتذكر هنا قصة نبي موسى مع الخضر عليهما السلام فقد قال له: (قَالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا) وانتم تعرفون القصة ان نبي الله موسى عليه السلام لم يقدر أن يصاحب العبد الصالح الخضر عليه السلام لانه لم يصبر ما كان يراه وفي الخطأ الثالث قال الخضر هذا فراق بيني وبينك
الان نحن عشنا ثلاث تجارب انتخابية مع السياسيين والمفروض نقول لهم هذا فراق بيننا وبينكم، هذا يكفي، هل العراق عقم ان ينجب اناسا شرفاء ومهنيين وتكنوقراط ووطنيين يبحثون عن مصالح ابناء محافظاتهم وابناء اقضيتهم ونواحيهم وابناء عشائرهم بالشكل الصحيح، هذه كلام غير معقول وقد اثبتت التجارب ان عمل مجالس المحافظات أفضل بكثير من عمل الحكومة المركزية
واعتذر عن الاطالة لان هذا المجلس الطيب والوجوه الطيبة كان يشجع ويبعث على طرح هذه الموضوعات والخوض فيها واكتفي بهذا القدر من الكلام، وأسأل الله تعالى ان يدفع هذه الغمة عن هذه الامة، وهذا الدعاء مستجاب من الله سبحانه وتعالى، بعدما اثبت العراقيون للعالم اجمع انهم اهل المواقف والشجاعة والبطولة، وانهم يستطيعون تغيير مسار التاريخ
نسأل الله ان يدفع عنا شر الاشرار وكيد الفجار وان يمن على العراقيين بالتلاحم والتعايش ويبعد عنهم الفتنة الطائفية ويحفظ دماء المسلمين، ونسال الله ان يرزقنا حسن العاقبة وشفاعة اهل البيت عليهم السلام وان يرزقنا في الدنيا رؤية الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف، وان يكون هذا الجيل بهذه التضحية وبهذه المحبة لأهل البيت عليهم السلام، حيث يخرج 22 مليون مشيا الى كربلاء المقدسة في ظرف تهديد امني خطير وفي جو ممطر وبارد متحملين الم المشي وصعوبته، ليس في طلب وظيفة او مكسب دنيوي، 22 مليون نساء واطفالا رجالا وشيوخا يذهبون لزيارة الامام الحسين حبا له عليه السلام، اعبر بهذا التعبير لانه منذ ان خلق الله تعالى ادم عليه السلام الى الان ومنذ 7 الاف سنة، لم يحدث في التاريخ، فهذه عظيمة عند الله سبحانه وتعالى وعظيمة عند اهل البيت عليهم السلام، والله سبحانه يوفقنا جميعا، وهذه الانتصارات التي تحققت بسبب صدق النية، وهذه عظيمة عند الله سبحانه ولها كرامتها والله يوفقنا، وهذا المحبة والاخلاص والتضحية لاهل البيت عليهم السلام والغيرة على المقدسات والوطن ان شاء الله ينتج عنها خيرا كثيرا يصل الى امامنا وقائدنا صاحب العصر والزمان عليه السلام
اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة ، تعز بها الإسلام وأهله ، وتذل بها النفاق وأهله ، وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك ، والقادة إلى سبيلك ، وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة .
مايو 30, 2025
مايو 30, 2025