الشيخ الخزعلي: أحداث سوريا 2024 مشروع سياسي دولي يهدد الأمن القومي العراقي

أكد الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق، سماحة الشيخ قيس الخزعلي، اليوم السبت، أن ما شهدته سوريا خلال العام 2024 يمثل مشروعًا سياسيًا دوليًا مختلفًا تمامًا عن أحداث العام 2011، التي حملت دوافع إرهابية هدفت إلى إثارة الفوضى والفتنة الطائفية في سوريا والعراق والمنطقة.

وقال الشيخ الخزعلي خلال لقاء متلفز، أن الأيام الأولى للأحداث في سوريا عام 2024 كانت غامضة إلى حد ما، لكن مع مرور الوقت اتضح أنها ليست امتدادًا لأحداث 2011، بل هي مشروع تركي مدعوم أو مرضي عنه دوليًا، بوجود توافق أمريكي-صهيوني في مراحله الأولى.

وأوضح سماحته، أن الفصائل المسلحة التي تتصدر المشهد اليوم، مثل “جبهة تحرير الشام”، هي ذاتها التي كانت تعمل تحت اسم “جبهة النصرة” في 2011، بنفس القيادة والعناصر مع بعض التحديثات الشكلية.

وفي تعليقه على تصريحات زعيم “جبهة تحرير الشام”، المعروف باسم “الجولاني”، قال الشيخ الخزعلي: “القضية ليست بالكلام، بل بالأفعال”، مؤكدًا أن الجولاني مطلوب قضائيًا في العراق بتهم مرتبطة بنشاطاته ضمن تنظيم القاعدة وداعش، حيث كان قياديًا بارزًا في جميع تلك المراحل.

 وحول موقف العراق من هذه التطورات، أشار سماحة الشيخ الخزعلي إلى أن ما يجري في سوريا يمثل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي العراقي، مشددًا على أن الدولة العراقية يجب أن تتخذ قرارًا واضحًا بهذا الشأن، مبينا أن التهديد هذه المرة لا يتعلق بحماية المراقد الدينية كما كان في 2011، بل يهدد استقرار الدولة العراقية.

وأضاف سماحته أن فصائل المقاومة ترى أن التدخل هذه المرة يجب أن يكون بقرار رسمي من الدولة العراقية، موضحًا أن هيئة التنسيق للمقاومة العراقية قد أرسلت رسالة بهذا الشأن إلى الإطار التنسيقي خلال اجتماع رسمي حضره رئيس الوزراء في 2 ديسمبر.

وفيما يتعلق بالوضع الميداني على الحدود السورية العراقية، أشار الشيخ الخزعلي إلى أن الجانب السوري يشهد تواجدًا لمجاميع مسلحة مدعومة خارجيًا، بما في ذلك مجاميع تدربت في قاعدة التنف، مؤكدًا أنها تضم عناصر تكفيرية إلى جانب ما يسمى بـ”الجيش الوطني الحر”.

ولفت سماحته، الى أن العراق مطالب بتأمين حدوده بشكل كامل، داعيا إلى موقف موحد للدولة العراقية لمواجهة هذه التحديات، سواء كان ذلك بإرسال الجيش أو الحشد الشعبي، معربًا عن استعداد المقاومة لدعم أي قرار يصب في مصلحة الأمن القومي العراقي.