
الشيخ الخزعلي يستذكر جريمة الأنفال ويؤكد على ضرورة حفظ الذاكرة الوطنية وتحقيق العدالة للضحايا
أبريل 14, 2025
اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين حبيب اله العالمين أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين .
السادة والسيدات الاخوة والاخوات جميعا السلام عليكم ورحمة الله
لابد في البداية ان نتوجه الى مقام مولانا صاحب العصر والزمان صلوات الله وسلامه عليه والى جميع الاشراف والى جميع الاحرار في كل العالم.
في هذه المناسبة الاليمة ذكرى شهادة المولى المقدس الولي العارف اية الله العظمى السيد الشهيد محمد الصدر رضوان الله تعالى عليه. وفي هكذا مناسبة حزينة، هي مناسبة اعتزاز وافتخار، ماذا يمكن أن يطرح المرء منا امام هكذا ذكرى جليلة لهكذا رجل عظيم.
في احدى المناسبات التي مضت تكلمنا عن محمد الصدر والاصلاح وذكرنا حينها ان محمد الصدر كان مصلحا اكثر من كونه مجتهدا او مفكرا او فيلسوفا وذكرنا كيف كان يقاوم محمد الصدر، الوحيد الفريد في وقته قوى الظلم والطغيان قوى البعث الكافر في ذلك الوقت، وكيف ان محمد الصدر هو اساس المقاومة التي شهدها عصرنا الحاضر فكان وبكل اقتدار سيد المقاومة بالعراق .
اليوم اريد ان اتكلم امامكم عن محمد الصدر وميراثه هل ترك لنا محمد الصدر ميراثه ام ان محمد الصدر رجل عظيم حقق تغييرا في وقته ولكن كل شي انتهى بوفاته والان صار محمدا الصدر مجرد ذكرى تمر علينا ونستذكرها في كل سنة .
واذا كان لمحمد الصدر ميراث فما هو هذا الميراث في هذه المناسبة لن اذهب كثيرا في التحليل وأن اعطي رأيي بل سأستشهد بما قاله محمد الصدر في احدى محاضراته حول واجبات رجل الدين حيث قال (اذا ذهبت فميراثي موجود) اذن لمحمد الصدر ميراث وقال (ان هذا الميراث لن يزول بزوالي ولن يستطيع احد ان يزيله بزوالي).
اذا كان لمحمد الصدر ميراث ومحمد الصدر كان ملتفتا وقاصدا وعاملا بكل جهد ان يترك خلفه ميراثا، فما هو هذا الميراث الذي لن اعطيه من عندي محمد الصدر قال: ان الميراث الذي تركه هو الوعي والشجاعة التي أوجدها في قلوب المؤمنين.
اذن ميراث محمد الصدر موجود اذن محمد الصدر لم يمت لان ميراثه لم يمت ولان الوعي والشجاعة مازالت موجودة فميراث محمد الصدر كبير وواسع اكثر من ذلك، نحن نقول ان ميراث محمد الصدر هو الممهد لظهور صاحب العصر والزمان لانه قال (ميراثي سيبقى ولن يزول).
واذا كنا نقول ان ميراث محمد الصدر كبير وواسع فمن ميراث محمد الصدر وليس كل ميراث محمد الصدر هو المقاومة الاسلامية في العراق ، الفتية الذين تصدوا بكل شجاعة لاكبر قوة عسكرية في العالم، الفتية الذين تحلوا بكل الوعي لان يفرقوا بين الاحتلال والتحرير، الفتية الذين ضحوا بانفسهم ونقف اليوم في ذكرى شهادتهم تيمنا بشهادة المولى المقدس هؤلاء جزء من ميراث محمد الصدر ليس هذا فقط بل نقول ان الوعي الذي لازال موجودا في وقت كان التعتيم البعثي الاجرامي كان الجهل المقصود والثقافة الموجهة ضد ابناء المجتمع حتى يبقوا في تخلف.
إن حالة الوعي التي حصلت ببركة مرجعية ورسالة محمد الصدر والتي لازالت موجودة حتى الان هي ميراث وجزء من الميراث، بل نقول انتم ميراث محمد الصدر مادام يوجد وعي ومادامت توجد شجاعة بان نفهم ما يدور وما يجري وان نقول كلمة الحق. مهما كانت النتائج هذا هو ميراث محمد الصدر هذا الرجل الذي ظُلم كثيرا في حياته. وباعتقادي انه لا زال يُظلم حتى الان، وايضا البعض ينزعج عندما يسمع اسم محمد الصدر، وحتى الان للاسف الشديد البعض يرفض ان يحمل صورة محمد الصدر او ان تعلق في مناسبة عامة. إن محمد الصدر وميراثه (وليقبل من قبل وليرفض من يرفض وليأبى من يأبى وليوافق من يوافق) هو الذي دافع عن حرية هذا البلد وهو الذي قاوم اكبر قوة عسكرية في العالم وانتصر عليها، محمد الصدر وميراثه العظيم هو الذي استرد الحرية لهذا البلد، محمد الصدر وميراثه هو الذي وقف امام قوى التكفير والظلام التي ارادت ان تستأصل هذا الوجود في هذ البلد أبان السنين القاسية التي مرت علينا، محمد الصدر وميراثه يقف الان بكل شجاعة ليدافع عن عتبات المسلمين وعن مراقد المسلمين في كل مكان ويدفع ثمن الشهادة غاليا، ميراث محمد الصدر يقف الان امام أكلة الأكباد والقلوب، أمام خوارج هذ الزمان ويتصدى لهم وينتصر عليهم.
من ميراث محمد الصدر الذي عاصرناه هو الوحدة فقد كان يدعو الى الوحدة بين العراقيين بين مختلف مذاهبهم وقومياتهم وبمختلف اديانهم، محمد الصدر هو الذي وجه كلامه الى جميع شرائح المجتمع ولم يستثن أحدا، حتى الى الغجر، محمد الصدر هو الذي تفاعل معه السني والشيعي بل والمسيحي، محمد الصدر هو داعي الوحدة في العراق، محمد الصدر هو الذي ببركة وعيه والوعي الذي غرسه في عقول الانسان العراقي حصلت حالة الوحدة في ذلك الوقت على الرغم ان آلة النظام البعثي الاعلامية كانت تعمل بكل جهد من اجل ان تضع الحواجز والفوارق بين العراقيين، ولكن استطاع محمد الصدر الواحد الفرد بامكانياته البسيطة لكن باخلاصه العميق وشجاعته ان يوحد بين العراقيين في ذلك الوقت وما احوجنا الان الى محمد الصدر ليقف معنا وان يكون بيننا.
في هذه المناسبة ولأن المقاومة هي ميراث محمد الصدر ولانكم انتم ميراث محمد الصدر ولاننا ميراث محمد الصدر نقولها ونتكلم بكل وعي وبكل مسؤولية بكل شجاعة وبكل التزام ان بلدنا العزيز يمر بظروف استثنائية صعبة ومريرة، وحتى الان البعض يتكلم ولايكاد يغير شيئا، حتى الان ابناء الشعب والناس يعيشون بمرارة في حزن بألم بصعوبة ولايتغير شيء.
هذه الاحداث المتسارعة يمكن ان تنتج بعد فترة ماهو أسوأ، بحيث نستذكر ما يجري الان ونقول يا ليتنا كنا وكان هذا الحال موجودا .
هذا الوضع ايها الاخوة لانجد اي شيء يحول دون استمراره وانحداره، الوضع السياسي في البلد كما تعلمون وضع متأزم وضع مشاكل وضع اختلافات الوضع الامني كما تعلمون هو وضع تفجيرات وقتل ودمار وتهجير ويتجه ان يكون طائفيا بامتياز مع التزامنا وقناعتنا بانه لابد ان نقف جميعا مع الدولة مع الوضع السياسي الموجود ، نحاول ان نسانده بكل ما نستطيع، نحاول ان ندعم الاجهزة الامنية بكل ما نستطيع، ولكن لابد ان نقول ان الاجهزة الامنية ان الحكومة ان العملية السياسية في البلد حتى الان ليست بمستوى المسؤولية ولم تستطع ان تواكب مايجري وهذا شيء خطير للغاية ويتحمل مسؤوليته القائمون عليه لان الدماء التي تراق هي دماء ابناء هذا الشعب.
تكلمنا سابقا وقلنا نحن نعتقد ان اغلبية الشعب العراقي هي الاغلبية المعتدلة المتسامحة هذه الاغلبية تشمل الجميع المسلمون والمسيحيون، السنة والشيعة، العرب والكرد والتركمان، الانسان العراقي انسان متسامح ومعتدل، انسان يحب الحياة يحب الخير، ولكن قلنا هنالك نفر قليل منحرف لايريد الخير لهذا البلد قسمناهم الى اربعة اقسام قلنا هم: التكفيريون، الظلاميون، والبعثيون الحالمون بعودة الحزب الواحد والقائد الاوحد وبعض السياسيين المرتبطين باجندات اقليمية ونفس الدول التي ترتبط بهذه الاجندات التي تريد تقسيم هذا البلد. وجهنا تهديدا قبل فترة والان مضت فترة اشهر، الذي نقوله وخصوصا الى الذين وصفناهم بانهم سياسيون مرتبطون باجندات اقليمية (أتريدون زرع الفتنة الطائفية في هذا البلد، لازلتم نفر قليل شاذ وضال ومنحرف ولازال اغلبية الشعب العراقي يرفضكم، لقد كشفتم عن وجوهكم وفضحتكم خبائثكم وصرتم معلومين واقترب وعد حسابكم، لن يسامحكم ابناء هذا الشعب سيقتص منكم وسيمنعكم من ان تزرعوا الفتنة الطائفية بين ابناء العراق، صرتم معلومين للجميع، كشفتم عن وجوهكم، قد يكون البعض لم يكشف عن وجهه ولكن الزمن كفيل، خطاباتكم واضحة ولكنها بعون الله تعالى وبسبب الوعي الموجود بين ابناء هذا البلد لن تنفع.
الى كل ابناء الشعب وخصوصا الى اخوتنا السنة، للاسف الشديد للاسف الشديد واقولها بكل مرارة ان الذي يتصدى على منابر الاعتصامات لا يستحق ان يكون ممثلا عنكم ومتكلما بلسانكم هؤلاء يجب ان نعرّفهم التعريف الصحيح، يجب ان نعطيهم حجمهم الذي يستحقونه، هؤلاء منحرفون شاذون عندهم امراض نفسية خطاباتهم خطابات طائفية من اعلى رؤسهم الى اخمس اقدامهم هؤلاء تافهون بكل معنى الكلمة هؤلاء سفهاء بكل معنى الكلمة.
إن البلد والمنطقة يعيشان في حالة والامور تتسارع وهناك حرب طائفية يراد ان تجري في المنطقة تراق بسسبها انهار كبيرة من الدماء، وهؤلاء يقولون مظلومية اهل السنة وحقوق اهل السنة وكأن المظلومية في العراق والمنطقة هي فقط على اخوتنا من اهل السنة وكأن الشعب العراقي في محافظات الوسط والجنوب يعيش منعما مرفها مهيئة له كل وسائل الراحة ولايوجد في السجون منه احد والجميع متوفرة لهم فرص العمل، هذا ليس صحيحا هؤلاء طائفيون هؤلاء هم عبارة عن السنة لتلك الاجندة الاقليمية التي تريد تأجيج نار الطائفية نحن نقول هنالك مظلومية على كل ابناء الشعب العراقي وانتم جزء من الشعب العراقي ونحن معكم في هذه المظلومية ولكننا لانقبل من يقول هنالك مظلومية واقعة على اهل السنة.
الى اخوتنا اهل السنة ارفضوا هؤلاء وضعوا ايديكم في ايدينا ولنتفق ان نتكلم بلسان المواطن العراقي الواحد.
إن الحل الجذري الشامل في اصلاح الوضع الامني هو غير متاح بسبب صراع الاجندات الخارجية ماذا نفعل هل نبقى نتفرج ونحن نعيش احداث متسارعة في المنطقة والتهديدات الموجودة بتدخل امريكي عسكري غربي لايعلم بالضبط اين يمكن ان تصل مدياته هل نبقة ننتظر الى ان تجري الحروب في مناطقنا وبين احياءنا ويقتل بعضنا بعضا ونحن ليس لنا ذنب ان الحل الذي ندعو اليه على مستوى البلد هنالك مناطق مستقرة بشكل عام ولكن هنالك مناطق مضطربة تشهد اضطرابات خصوصا ديالى وبغداد وشمالي بابل وبعض مناطق البصرة وبعض مناطق نينوى الحل الذي نقدمه وندعو اليه ونقترحه ومستعدين ان نبذل كل جهودنا هو ان نلجأ الى اصغر وحدة سكانية مثلا الحي في بغداد مثلا القرية او الناحية في المحافظة التي تشهد اشتباكات وتفجيرات نعمد الى نفس ابناء هذه الوحدة السكانية ونوجه كلامنا الى الفرد العراقي في هذه الوحدة السكانية ونطلب منهم ان يتفقوا في ما بينهم ويعقدوا ميثاق شرف بينهم ليس كما يطرحه السياسيون حيث ندعو لهم بالتوفيق لان الاجندات هي نفس الاجندات لا نريد ميثاق شرف من الاخيار ورؤساء العشائر اذا كان في مدينة الاخيار الشباب الاعلاميين ان يتفقوا على ثوابت انه جميعا لانسمح في هذا الحي الذي نعيش به ان يعتدي على ابناء الحي الذي يعيش به اذا انا السني منعت السني ان يفجر ويذبح اخوتي الذي يعيشون معي واذا كنت انا الشيعي منعت من يحاول باسم الشيعة ان يقتل او يساوم.
القضية تحتاج الى شجاعة نحن مستعدون في كل المناطق التي تتواجد فيها جماهير المقاومة في المناطق والاحياء والاقضية ان ينزلوا بكل ثقلهم وكل جهدنا ولانقول كما يقول ذاك الغريب الضال الشاذ المنحرف انتم سنة ونحن شيعة ونحن نقول لكم دماؤكم دماؤنا ونحن وانتم ملتزمون بهذا الميثاق ونحن مستعدون أن ندافع عنكم فليس امامنا الا ان نتفق بيننا، هذه دعوة مع ميثاق الشرف السياسي على اصغر وحدة سكانية نطلب من الوجهاء والاخيار ان يتحاوروا.
ولايفوتنا في هذه المناسبة ان نقول ان هنالك تحضيرات لعدوان عسكري سيحصل على الشقيقة سوريا والبعض يسأل ماهو موقفكم من هذا العدوان ونحن نقول بصراحة موقفنا هو نفس الموقف السياسي لاننا نعتقد ان موقف الجماهير هو نفسه الموقف السياسي المعلن ندعو للحل السياسي لاندافع عن نظام ولكن في نفس الوقت نعلم جيدا ان الضربة التي توجهها امريكا منحصرة للنظام والاجهزة الامنية الموجودة وهذا لحساب الجهات المسلحة وهي بامتياز (القاعدة) وتنظيماتها واجنداته المختلفة وهي تفرض وجودها على الارض ونحن نعلم ولسنا اغبياء بان هذه الضربة التي توجهها امريكا بعنوان استخدام سوريا للسلاح الكيمياوي ونحن نعلم بان نية القاعدة اضافة الى الاقتتال الطائفي هو تفجير الاضرحة الطاهرة والعتبات المقدسة فنحن نوجه نداءنا الى الولايات المتحدة الامريكية :
ايتها الولايات المتحدة الامريكية اذا وجهتم عدوانا عسكريا الى الشقيقة سوريا وكانت نتيجة هذا العدوان ان تتوسع سلطة وامكانيات القاعدة في ان تبسط سيطرتها على الاراضي السورية وتزداد امكانياتها الى الحد الذي تكون فيه سببا لتوجيه خطر على مقدسات المسلمين الى العتبات المقدسة على عتبات اهل البيت عليهم السلام وخصوصا مرقد السيدة زينب عليها السلام فسنحملكم المسؤولية، سنحملكم مسؤولية الاعتداء على مراقد اهل البيت عليهم السلام وسنتعامل معكم على هذا الاساس ونحن سابقا تعاملنا معكم على انكم احتلال وجربتمونا سابقا نقول لكم راجعوا حساباتكم فليس فقط حساباتكم سوريا وبشار الاسد والسعودية فالعراق رقم اساسي، الشعب العراقي رقم أساسي عتبات المسلمين هي رقم أساسي فكروا جيدا في الخطوة التي تريدون ان تقدموا عليها اذا لاسامح الله حصل ما حصل وبسبب فعلكم هذا حصل اعتداء على مراقد المسلمين على عتبات اهل البيت عليهم السلام في سوريا فسنتعامل معكم على اساس انتم اصحاب المسؤولية واذا كنتم قد جربتمونا سابقا فنحن نقولها الان امامكم بكل ثقة بكل افتخار بكل قوة بكل قدرة نحن الان اقوى كثيرا مما كنا عليه سابقا
ولدينا من الامكانيات والجهوزية ان ندافع عن ابناء شعبنا ان ندافع عن بلدنا
ان ندافع عن مقدساتنا بشكل قد لايخطر على بالكم فانتبهوا جيدا وراجعوا حساباتكم (ولات حين مناص)
ايها الاخوة ايتها الاخوات:
لايسعني في النهاية الا ان اشكركم على هذا الشعور الطيب أسأل الله تعالى ان يكون مستمرا ويبقى عنوان محمد الصدر (رضوان الله تعالى عليه) سببا في توحدنا وندعو الى الوحدة بين جميع المسلمين ونستلهم عناصرالتضحية والشهادة بذكرى استشهاده ونستذكر شهداء المقاومة الذين ضحوا بأرواحهم رخيصة امام بلدهم وامام دينهم شكرا لكم على حسن الاستماع وأسال الله تعالى يجمعنا جميعا تحت شفاعة اهل البيت (عليهم السلام) وان يجعل بلدنا امنا مستقرا بجهودنا وتكاتفنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
فديو كلمة الامين العام لحركة اهل الحق بالمناسبة
فديو المهرجان كاملا على موقع ميديا اهل الحق