الشيخ الخزعلي يكشف عن مخطط أميركي – صهيوني لتقسيم المنطقة ويحذر من انتقال مشروع سوريا إلى العراق
11 يناير 2025
99
أكد الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق، سماحة الشيخ قيس الخزعلي، اليوم السبت، أن الوضع في سوريا يعكس صراعًا بين مشروعين أساسيين يتباينان في الأهداف والغايات، مشيرًا إلى أن هذه الصراعات تحمل انعكاسات خطيرة على المنطقة ككل، بما في ذلك العراق.
و قال الشيخ الخزعلي في لقاء متلفز، أن المشروع الأول يتمثل بالمشروع التركي الذي يسعى إلى توسيع نفوذ تركيا وتحقيق حلم “الإمبراطورية العثمانية الجديدة” أو ما سماه “الإمبراطورية الأردوغانية”، وذلك عبر زيادة التوسع والسيطرة على الأراضي، أما المشروع الثاني، وهو المشروع الأميركي-الصهيوني، فيهدف إلى إعادة تقسيم المنطقة وإضعاف محور المقاومة، كما عبّر عن ذلك رئيس وزراء الكيان الصهيوني بتصريحاته حول “إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط”.
وأشار الشيخ الخزعلي إلى أن الأولوية لهذا المشروع تركز على تقسيم دول محورية مثل لبنان وفلسطين وسوريا والعراق وإيران واليمن، مضيفًا أن الأردن أيضًا مشمولة ضمن هذا المخطط، بدليل نشر خرائط جديدة تشير إلى أن الحدود التوراتية لإسرائيل تشمل جزءًا من الأراضي الأردنية.
وبيّن سماحته أن دوافع الكيان الصهيوني عقائدية أكثر منها سياسية، حيث يسعى لتحقيق رؤيته التوراتية في المنطقة.
و اضاف سماحته، أن مشروع تقسيم المنطقة، الذي يتبناه التحالف الأميركي-الصهيوني، يهدف إلى تحويل الدول إلى “كانتونات وفيدراليات وأقاليم”، مشيرًا إلى أنه إذا نجح هذا المشروع في سوريا، فستكون الخطوة التالية نقل التجربة إلى العراق.
وحول الأوضاع في سوريا، أكد الشيخ الخزعلي أن الدول الداعمة لمشروع التغيير هناك، وهي تركيا وقطر، تلعب دورًا محوريًا في دعم ما وصفه بالمشروع “الإخواني”، مشيرا إلى أن هذا المشروع يمثل تهديدًا وجوديًا للدول العربية، حيث تشعر الإمارات والأردن ومصر، وحتى السعودية، بالقلق من النفوذ التركي-القطري.
وأضاف سماحته، أن الوضع في سوريا شهد تحولات إيجابية، منها انتهاء الصراع الشيعي-السني، إلا أن الصراع الحالي بات صراعًا “سني-سني”، مع امتداد انعكاساته على العراق، موضحا أن القيادات السياسية السنية في العراق تخشى أن ينتقل ما يجري في سوريا إلى الداخل العراقي، مما يشكل تهديدًا لمشاريعها السياسية.
ولفت سماحته، أن المخاوف التي تعيشها الدول العربية تجاه ما يحدث في سوريا تنطبق كذلك على العراق، حيث يشعر الطرف الأكبر من القيادات السياسية السنية بأن انتقال مشروع سوريا إلى العراق قد يفرض تهديدًا وجوديًا عليهم.
كما شدد الشيخ الخزعلي، على ضرورة التحلي بالوعي تجاه هذه التحولات، مشيرًا إلى أن المرحلة الراهنة تتطلب وحدة الصف الوطني في مواجهة المشاريع التي تهدف إلى تمزيق المنطقة وإعادة رسم خارطتها بما يخدم المصالح الخارجية.